د.خالد سمير يكتب: التكليف والزمالة

أرسل لي بعض من شباب الأطباء لتوضيح مشاكل نظام التكليف الجديد.
أولا: علينا أن نفرق بين التكليف وهو العمل فى مؤسسات الدولة لمدة سنتين قابلة للتجديد لسنتين أخرين، وبين الزمالة وهى برنامج تدريبي في التخصصات الطبية يؤهل لخوض امتحان التخصص و الحصول على درجة التخصص .
هناك قواعد أساسية معتبرة على مستوى العالم يجب أن تتوفر في أي برنامج تدريبى للتخصصات الطبية :
١- الحد الأدنى لزمن التدريب الفعلى وقد اتفقت كل النظم أن الحد الأدنى للتدريب فى أقصر البرامج هو ٣ سنوات متصلة .
٢-تواصل التدريب وقد اتفقت الأنظمة التدريبية على عدم الاعتراف بأى عام تدريبى يقل عن ٥٠ أسبوع فى العام فى النصف الأول من التدريب و ٤٩ أسبوع فى العام للنصف الثانى ( السنة ٥٢ أسبوع).
٣- التقييم المحايد لاعتماد أماكن التدريب و النظام التدريبى والتقييم النهائى .
أعلنت وزارة الصحة فجأة و دون أى دراسة عن دمج التكليف مع الزمالة بغرض وضع الأطباء الجدد غير المدربين فى المستشفيات لتعويض الاستقالات وعدم توزيعهم على الوحدات الصحية التى ستخلو تقريبا من الأطباء وأن الزمالة التى تقبل ٢٠٠٠ طبيب سنويا ستقبل ٨ آلاف وأنها ستقتطع ٣ شهور كل عام ليخدم المتدرب في وحدة صحية وأنها ستعتبر عام ونصف من فترة التجنيد محسوبة فى التدريب و ستقبل احتساب حتى عامين من الإجازات الحتمية من فترة التدريب مما يعنى تفريغ كامل للتدريب من اشتراطاته الأساسية، ناهيك عن الضغط لاعتماد أماكن للتدريب لا تتحقق فيها الشروط من عدد الحالات والمستهلكات اللازمة للتدريب و قبول أعداد مضاعفة فى الأماكن المعتمدة مما يخرب نظام التدريب.
ومن المتوقع ألا تعترف دول العالم بهذا النظام لافتقاره للقواعد الأساسية حتى أن الجامعات المصرية نفسها أعلنت أنها لن تشارك فى هذا النظام وستبدأ نظاما آخرا يستوفى المعايير.
نحن طبعا نتمنى أن يكون هناك نظام تدريبى واحد فى مصر وأن يبدأ الطبيب التدريب مباشرة بعد التخرج ولكن بشرط تحقق شروط ومعايير التدريب الحقيقية وهو ما يحتاج فترة انتقالية حوالى ١٠ سنوات و فصل الزمالة عن وزارة الصحة لضمان الحيادية .
أ.د خالد سمير
عضو الكلية الفرنسية لجراحة القلب والأوعية الدموية
عضو البورد الأوربى للجراحة وجراحة القلب
أستاذ جراحة القلب و الصدر

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *