محمد أنور السادات يكتب: «كورونا» وأخواتها كشفوا هشاشة كيانات عربية كبرى

تابعنا منذ أيام قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بتجميد ووقف تمويل منظمة الصحة العالمية، حيث أنها في رأيه لم تقم بدورها المنشود في أزمة كورونا العالمية، واليوم أقف متعجبًا وبكل الدهشة أمام ما كشفته أزمة كورونا وقضايا وأزمات المنطقة العربية مؤخرًا من هشاشة مؤسسات وكيانات عربية كبرى مماثلة، لم نجد لها أيضا أي دور حقيقي ملموس فى هذه الأزمات، لتؤكد هذه الحقائق أنه آن الأوان لأن نعلن بدون خجل أو إنكار أو تزييف موت بعض هذه المؤسسات إكلينيكيًا، ونتعامل مع الواقع بصدق وصراحة وحيادية وتجرد لله والوطن والتاريخ.

إلى متى ستظل جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمات العمل والمرأة والعلوم والثقافة العربية والمجلس العربى للمياه، وغيرها من المنظمات العربية الكبرى، متفرجين مصفقين مؤيدين أو مكتفين بإصدار بيانات الإشادة لما يقوم به الآخرون؟ هيئات ومؤسسات كبيرة في أسمائها ضئيلة فى مخرجاتها، فلا رؤية لهم ولا تصور ولا منتج مشرف أو خطوة واقعية للتخفيف من تداعيات أزمات كالتى تمر بنا وبالعالم العربي بأسره.

ومن المفترض أن هذه الكيانات تجمع كفاءات عربية تستطيع أن تقدم حلولاً ومقترحات لما يطرأ علينا من مشاكل وأزمات، فأين ميثاق جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي وغيرهم من تعزيز التعاون والتكامل سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا؟ أين ذلك؟ ألم يحن الوقت لتعديل هذه المواثيق والاتفاقيات بما يتناسب مع مقتضيات العصر الحالي وتحدياته؟

ثم بما نفسر صمت كل أولئك؟ ألا يعنى ذلك هشاشة هذه الكيانات وإعلان إفلاسها السياسي ونفض أيديها مما يحدث، وترك كل دولة لتواجه مصيرها وتعالج أزماتها كل على حدة؟ هل أصبحنا بلا حاجة إليهم خصوصًا ونحن لا نلمس دورهم ولا نعرف عن بعضهم ما يتعلق بكيفية إدارتهم وميزانيتهم وكيف ينفقون أموال الدعم والمساهمات الدولية المقدمة لهم؟ هل كلها تذهب إلى مرتبات ومخصصات ومزايا للقائمين عليها؟

هل أصاب هؤلاء فيروس كورونا المستجد ووجب عزلهم إما ليتعافوا أو يفارقوا حياتنا؟ ألا يجب سرعة إعادة هيكلة هذه الكيانات؟ هل هناك أمل فى صحوة أو عملية جراحية عاجلة تعيدهم على قيد الحياة؟ دعونا ننتظر ونرى !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *