داليا فكري تكتب: مآرب التنوع في ألوان قوس قزح السياسي

يفارقنا الشخص ولا تفارقنا أفكاره خاصة إذا لمست بداخلنا أصواتا خفتت بإسم التوقيت الجدلي والزخم الشعبي غير المبالي.. ففي ذكرى وفاة القامة الجليلة ومبدعة الفكر النسوي اليمنية رؤوفة حسن التي فارقتنا في 27 أبريل 2011 يستحضرنا تاريخها المليء بالانتصارات الفكرية للنساء والتي أصبحت أيقونة متأججة بعالم المرأة تحذو حذوها كل إمرأة أيقنت أن للنساء إبداعات فكرية وثقافية وسياسية واجتماعية لابد أن نتشبث بها لكي نزيل عنها ستار غير الجائز وغير الممكن.

أسست رؤوفة حسن اتحاد نساء اليمن وعملت أيضا في الحقل الإعلامي وتولت كلية الإعلام وعلى يديها تخرج العشرات والمئات من الطلاب والطالبات وكانت رائدة في الحقل الثقافي وأسست منظمة التنمية الثقافية واحتضنت العشرات من الشابات والشبان للعمل في هذا المجال فقط لكي تقول أنه لابد من طريقة تسمح باستيعاب كل وجهات النظر دون أن تصادر حق أحد في تمثيله لنفسه أو لغيره، وهذا ما نسميه نحن التنوع في الألوان بحيث تترك كل من هم على شاكلتك في الفكر والتوجه بحرية التعبير ومن ثم الاختيار.

وبما أننا على مشارف حراك انتخابي لاختيار مجلس نواب يمثل جميع أطياف الشعب، فوجب علينا التذكر أن علينا التمسك بأيقونات الدفاع عن قضايا المرأة لينعم قوس قزح السياسي بقليل من التنوع والإبداع، فأنت تفعل ذلك في البرلمان عبر انتخابك لشخص يتحدث بالنيابة عنك لصنع القوانين أو لمراقبة تنفيذها، وهذا ما تعلمناه من هؤلاء النسوة أمثال رؤوفة حسن غيرها، فعلينا أن ندرك أن من يمثلنا ومن يمثل أفكارنا هو الأجدر باختياره فقد ترفع يدك وتطلب الحق في الحديث ربما يأتي الدور عليك أو لا يأتي، ولكن لونك الذي رسمته واخترته بيدك ليعبر عنك في قوس قزح السياسي هو خير من يعلم بواطن نفسك.

على الرغم من أن أيقونتنا التي نخلد ذكراها اليوم لم تنضم لأي حزب سياسي ولكنها دافعت عن نفس الأفكار من خلال منصبها كرئيسة في جمعية المرأة اليمنية ورئيسة عضو الاتحاد الدولي للنساء برلين 19-1991م وكعضو المجلس الدولي للمرأة بلندن حيث طالبت آنذاك بضرورة تعديل قانون الأحزاب وقانون الانتخابات لضمان وضع نسبة للنساء إجبارية على قوائم المرشحين للأحزاب بغض النظر إن كان الانتخاب في دائرة مغلقة أو بنظام القائمة النسبية، فإن دفاعها عن هذا المطلب يرسخ أهمية وجود نسبة تحمي النساء داخل مجالس النواب لتسمح لهن بممارسة الفعل السياسي المباشر.

ونحن كمجتمع يسير نحو الديمقراطية بدأب نرى كنساء أن علينا الدفاع عن هذا التنوع الذي يعكس كل ألوان قوس قزح السياسي وهو ما يمنح الدولة القوة لاحتضان كل الطاقات والإبداعات والأفكار التي تستهدف دراسة كل الحلول والأفكار التي تضعنا في مقدمة الدول.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *