كتبت – ريهام سالم
مع صباح هذا اليوم من كل عام يحتفل العالم بأصحاب الياقات الزرقاء ، و«اليد الخشنة» ممن ضاعت حقوقهم بين براثن أصحاب العمل ، فلا عقود تحمى حقوقهم أو صوت يدافع عنهم ، رغم أنهم أصحاب الفضل فى بناء اقتصاد أى بلد .. أنه عيد العمال الذين زادت معاناتهم مع انتشار فيروس كورونا، حيث اتخذت بعض الشركات داخل وخارج مصر، قرارًا بتسريح عدد كبير منهم نتيجة الخسائر التي سببها انتشار كورونا .
تحول الاحتفال بعيد العمال إلى ذكرى سنوية تثير الشجون والحزن عند شريحة كبيرة منهم ، لا يعد سوى يتبق إجازة رسمية ، وبات يجلس فيه الملايين من العمال ببيوتهم فى «إجازات إجبارية» دون عمل بسبب كورونا .
وفقاً للبيانات الرسمية الصادرة عن جهاز الإحصاء ، 5.237 مليون عامل هو عدد العمالة الموسمية والمتقطعة بالدولة، والذين يشكلون نحو 20% من إجمالى عدد المشتغلين بالدولة البالغ 25.3 مليون مشتغل بحسب أحدث البيانات السنوية الصادرة حول هذا الإطار والخاصة بعام 2016 فى بحث القوى العاملة الذى ينفذه جهاز الإحصاء.
وعلى مستوى العاملين بالقطاع الخاص من العمالة اليومية، يوجد نحو 276.9 ألف عامل تحت تصنيف “العمالة الموسمية”، و 332.4 ألف عامل تحت تصنيف “العمالة المتقطعة” يعملون داخل المنشآت بإجمالى 609.3 ألف عامل يومية، فيما يوجد 933.3 ألف عامل “موسمى”، ونحو 3.7 مليون عامل “متقطع” بإجمالى 4.6 مليون عامل يعملون خارج المنشآت.
يتعايش العامل فى مصر مع بيئة العمل مهما تباينت ظروفها ، يعمل تحت أشعة الشمس الحارقة صيفا، والتي تعكس أشعتها الحارقة على وجهه ، كما يعمل في برودة الشتاء القارص لتوفير “لقمة العيش” لأسرته .
داخل أحد المحاجر بمنطقة حلوان تختفى ملامحهم خلف غبار طمس ملامحهم ، يشتغلون تحت ظروف قاسية ودرجة محدودة من السلامة مقابل أجر زهيد، يصل إلى 100 جنيه فى اليوم ، يتعامل العشرات من العمال مع آلالات خطيرة، ومناشير كهربائية ضخمة، لتقطيع الأحجار، وذلك بحرفية عالية، على الرغم من خطورة العمل مع تلك الآلات، التى يؤدى وقوع الخطأ فيها أن يودى بحياة أحد العمال.
أحمد بهاء ، قدم من قريته بمحافظة الشرقية ، للعمل داخل أحد المحاجر بمنطقة حلوان ، تندهش عند رؤيته للوهلة الأولى ، رغم أنه لم يتجاوز 18 عاما ، تعتقد أنه رجل ثلاثينى بسبب انحناء ظهره بسبب رفع الأحمال الثقيلة ، ” احنا بنموت كل يوم وكل لحظة ولازم نكمل عشان نقدر نعيش” .. كلمات قصيرة لخص بها أحمد حال عمال المحاجر وقال :” نعمل في ظروف بيئية صعبة ونواجه لهيب الشمس صيفا والبرد القاسي شتاءا ، فالجبل مكشوف وليس هناك مكان نحتمى به ، وهنا تغيب وسائل الأمن الصناعي والجميع يلتزم بالجلوس فى بيته إلا أننا ننزل مجبرين من أجل الإنفاق على عائلاتنا الفقيرة” .
مشكلة التأمينات من أهم المشكلات التي تواجه العمال ، حيث إن هناك الكثير من العمال غير مؤمن عليهم من قبل المؤسسات العاملين بها، وهو الأمر الذى طالب به العمال من أجل حفظ حقوقهم.
لا يهم أحمد جاد أحد العمال ، الاحتفال بعيد العمال من عدمه ، وإنما ما يشغله توفير احتياجات أسرته ، وتساءل قائلا :” بماذا يفيدنى الاحتفال بعيد العمال وأنا لا أملك ثمن وجبة الغذاء لأطفالى ، فأنا أجلس فى بيتى منذ ظهور فيروس كورونا فى مصر ، ونشكر الرئيس على صرف 500 جنيه لنا بسبب الأزمة ، ونأمل أن تنظر لنا الحكومة بعين الرحمة والاهتمام ” .