
معصوم مرزوق يكتب :معاُ نتقدم !
بقلم : معصوم مرزوق
قام الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالتوجه إلى كنيسة سانت جون، بمحيط البيت الأبيض سيرا علي الأقدام، بالإضافة إلى رفعه الإنجيل أمام الكنيسة.
إذاً ربما تذكر ترامب أخيرا أن الكون له رب يدبره ، وأنه وغيره من الأباطرة أهون علي الله من جناح باعوضة .
النظام الدولي ما بعد كورونا ، قد يحتاج إلي ما يماثل اتفاقية ويستفاليا 1648 التي غيرت وجه أوروبا في القرن السابع عشر .
يجب التسليم بأن النظام القديم بكل مفرداته فشل أمام الوباء.
أن ما حدث ضرب الإقتصاد ضربة قاصمة.
لم يتوقف الفيروس عند الحدود السياسية ، ولم توقفه أقوي جيوش العالم.
أن العصر القادم يحمل تحديات عديدة مشابهة،وتتطلب حلولا جديدة.
يجب أن نتقدم ، ولا سبيل لذلك سوي التقدم معا .
هناك حاجة لمؤتمر دولي يضع ملامح مجتمع دولي أكثر عدلا وسلاما ، تكون أبرز ملفاته ما يلي :
إصلاح مجلس الأمن ، بإلغاء حق الفيتو والوضع الخاص للدول دائمة العضوية ؛
تعديل متفق عليه في معايير التجارة الدولية ، بتعديل اتفاق منظمة التجارة العالمية ؛
إلتزام جميع الدول بإتفاقيات البيئة والمناخ ؛
التخلص من أسلحة الدمار الشامل ؛
التوصل إلي آليات متفق عليها لحل الأزمات الدولية المعلقة ، وحل شامل وعادل للقضية الفلسطينية .
تعديل ميثاق الأمم المتحدة لوضع نظام رقابة قضائية من محكمة العدل الدولية علي قرارات مجلس الأمن ، وفرض التحكيم الإجباري علي المنازعات الدولية المعلقة .
المساهمة الدولية في تأسيس شبكة أمان صحي تغطي الكرة الأرضية ، وتشارك فيها كل الدول بنسبة محددة من الدخل القومي .
إبرام إتفاق للسيطرة التدريجية علي سباق التسلح ، يضمن خلال فترة زمنية متفق عليها بحجم تسلح متوازن ، بناء علي معادلات توازن للقوي إقليمية ودولية .
تعظيم دور المؤسسات الثقافية والدينية مثل اليونسكو ، ومراكز الأبحاث لصياغة عهد دولي جديد للتعايش بين الأديان .
وقد يكون من المناسب أن تكون” مصر”هي مقر انعقاد هذا المؤتمر الدولي،لأن” منف “هي من أقدم العواصم التاريخية،أو أن تصمم قاعة خاصة في المتحف الكبير الجديد لإستقبال قادة الدول .
تقوم لجنة تحضيرية بعقد اجتماعات في بكين ، لوضع أجندة المؤتمر وأبرز الملفات .
وليكن الشعار ” معا نتقدم ” .
او بباقي اللغات المعتمدة في الأمم المتحدة :
Ensemble nous avançons
Together we advance
Juntos avanzamos
Вместе мы продвигаемся
我們一起前進
و ربما يكون للحديث بقية ، إذا كان في العمر بقية .