قتل فلسطينيان صباح الخميس في اشتباكات مع الجيش الاسرائيلي في مخيم جنين، شمال الضفة الغربية المحتلة، بينما قتل فلسطيني آخر بعدما طعن إسرائيليا، على متن حافلة في حادث منفصل، جنوب مدينة بيت لحم.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان لها بأن حصيلة العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة جنين منذ صباح اليوم، هي قتيلان فلسطينيان و15 مصابا بالرصاص الحي وصفت جراح ثلاثة منهم بالخطيرة.
وقالت مصادر محلية فلسطينية، بأن قوات كبيرة قد انتشرت داخل المدينة، وعلى مشارف المخيم، وأن المواجهات استمرت فترة من الوقت، مع انتشار عشرات المسلحين الفلسطينيين داخل أزقة المخيم.
وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي، أن قوات من الجيش وحرس الحدود شنت، صباح اليوم، حملة عسكرية في مخيم جنين بهدف اعتقال مطلوبين.
وجاء في البيان أنه “خلال العملية، تعرضت القوات لإطلاق نار من قبل مسلحين فلسطينيين، حيث ردت القوات بإطلاق النار نحو المسلحين وأصابتهم. وقد أصيب جندي إسرائيلي بجروح خلال العملية.
ويذكر بأن عشرات المسلحين الذين ينتمون لسرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي، وكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح يتمركزون داخل مخيم جنين منذ فترة طويلة.
ونفّذت قوات الجيش الاسرائيلي حملة اعتقالات واسعة في شمال الضفة الغربية وقالت الناطقة باسم نادي الاسير الفلسطيني أماني سراحنة: “اعتقلت قوات الاحتلال الليلة الماضية 25 فلسطينيا على الاقل بحسب قائمة أسماء المعتقلين التي وصلتنا”.
من جانبه، أعلن زياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي عن الاستنفار العام لسرايا القدس، الجناح العسكري للحركة، في جميع أماكن وجودهم، وذلك في أعقاب اقتحام الجيش الإسرائيلي لمخيم جنين.
وقد أدانت الرئاسة الفلسطينية، ما وصفته بـ”التصعيد الإسرائيلي الخطير” ضد الفلسطينيين ومقدساتهم، والتي تمثلت باقتحام المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى بحماية الشرطة الإسرائيلية، وما وصفته بـ”الجريمة البشعة” في مدينة جنين، وأسفرت عن مقتل فلسطينيين اثنين وإصابة أربعة عشر آخرين، بينهم ثلاثة في حالة الخطر.
وحذرت الرئاسة في بيان لها، من هذا التصعيد الذي تقوم به الحكومة الإسرائيلية، سواء في المسجد الأقصى، أو اقتحام مدينة جنين صباح اليوم، معتبرة أن “مثل هذه الاستفزازات المتمثلة بمواصلة الاقتحامات وعمليات القتل اليومية لأبناء شعبنا، وجرائم المستوطنين اليومية، ستجر المنطقة إلى مزيد من أجواء التوتر والتصعيد”.
واعتبرت أن هذه سياسة إسرائيلية تصعيدية، لا تنسجم مع الجهود المبذولة على الصعد كافة لجعل شهر رمضان المتزامن مع الأعياد شهراً مقدساً.
وحمّلت الرئاسة، الحكومة الإسرائيلية، المسؤولية كاملة عن هذا التصعيد وتداعياته، وطالبت “المجتمع الدولي بالتحرك الفوري للجم إسرائيل ومحاسبتها على جرائمها، كما طالبت الإدارة الأميركية بالتدخل الفوري لوقف سياسة الحكومة الإسرائيلية التي تدفع بالأوضاع نحو الانفجار.”
من جانبها، هددت حركة حماس في بيان لها بأن التصعيد من قبل اسرائيل سيقابل بتصعيد وبأن ما وصفته بـ جرائمها المتواصلة تنذر بانفجار شامل سيكون أقوى بأسا وأشد إيلاما وبمشاركة الكل الفلسطيني، وفقا للحركة.
وأعلنت الحركة في بيان لها عن مباركتها عملية الطعن التي وصفتها بـ البطولية في بيت لحم.
وتأتي هذه التطورات بعد يومين من قيام شاب فلسطيني من بلدة يعبد قرب جنين، بعملية إطلاق نار في مدينة بني براك بالقرب من تل أبيب أدت إلى مقتل 5 إسرائيليين.
وكانت الأيام القليلة الماضية قد شهدت حوادث إطلاق نار وطعن داخل المدن الإسرائيلية، وهو ما استدعى إسرائيل إلى تعزيز انتشار قواتها في الضفة الغربية، في محاولة منها لمواجهة هذا التصعيد في الهجمات التي يشنها فلسطينيون.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إنه يدرس إمكانية استدعاء الآلاف من جنود الاحتياط لمواجهة ما وصفه بسلسلة الهجمات الدموية الأخيرة التي راح ضحيتها 11 إسرائيلياً.