برنامجنا الثقافى

١. ندرك كما ادرك العالم المعاصر من حولنا أهمية دور التنمية الثقافية في بناء وجدان و إدراك و وعي الأفراد وقيم و طموحات المجتمعات للتطور، التي تشكل عنصراً أساسياً لكل مشروع تنموي في حياة الإنسان. فلا نجاح و لا إستدامة للتنمية إلاّ من خلال سياسة ثقافية تطال كل نواحي الحياة الاجتماعية السياسية, الاعلامية, والبيئية. فمن سمات الثقافة أنها لا تخضع لحسابات الربح والخسارة المادية لأن نتائجها الإجابية علي الأفراد و المجنمعات لا نقدر بثمن. وما مظاهرها من نظافة بيئية, وتراث يحاكي المستقبل, وانفتاح على الثقافات العالمية، سوى معاييرلقيمتها و قوتها وتسامحها وإستدامتها.

٢. نعتبر التنمية الثقافية بمفهومها العام، عملية واعية و مخططة تهدف الي صياغة بناء حضاري اجتماعي متكامل يؤكد فيه الفرد، والمجتمع هويته، وذاتيته، وإبداعه لتشكل الذهنبة العامة الحاكمة لحركة المجتمع نحو مستقبل يطمح إليه، لذلك فهي تقوم على مبدأ المشاركة الجماعية الفاعلة، والإيجابية، وتحمل المسؤوليات، والقدرة على التخطيط والإدارة والتنفيذ، وصولاً إلى الانتفاع بمردودات، وثمرات مشاريع التنمية الثقافية وبرامجها.

٣. نؤكد علي أن التنمية الثقافية وسيلة، ومنهجاً يقوم على أسس علمية مدروسة لرفع مستوى حياة الأفراد والمجتمع، وإحداث تغيير في طرق التفكير، والعمل، والمعيشة في المجتمعات الريفية والمدنية على حد سواء، مع الاستفادة من إمكانيات تلك المجتمعات المادية، وطاقاتها البشرية بأسلوب يوائم حاجات المجتمع، وتقاليده، وقيمه الحضارية. ولا تتحقق هذه التنمية إلاّ من خلال التكامل بين الاستثمار في الإنسان، والنهضة العلمية والاقتصادية والثقافية.

٤. نتبني مجموعة من المباديء العامة الموجهة للاستراتيجية الثقافية علي النحو التالي: 

  • التأكيد على الهوية المصرية و روافدها كما حددها الدستور
  • المشاركة الثقافية حق لكل المواطنين إنتاجاً واستفادةً وحواراً ونقداً ومراجعة
  • النظر إلى التراث باعتباره نبعاً ثقافيا مهماً و مصدرا للإلهام
  • توظيف العلم والتقنية في المجال الثقافي
  • الحوار مع الثقافات الأخرى لتعزيز قيم الأخوة الإنسانية
  • اللغة العربية جزء هام من هويتنا الثقافية و نلتزم بها في مجالات الفنون والثقافة و التعبير
  • تعزيز قيم العمل و الكفاءة و المهارة والإتقان وإحترامها بإعتبارها مكوناً أساسياً من مكونات الحضارة والثقافة لإنسانية المعاصرة
  • تعزيز الثقافة العقلانية التي تركز على قيم المواطنة و الحربة و الكرامة و العدل و المساواة و التسامح والحوار واحترام الآخر والتعايش السلمي
  • مواجه الفكر بالفكر لتنحية مظاهر التعصب والتطرف و العنف
  • الاسترشاد بالإستراتيجية الثقافية في رسم السياسيات و البرامج الثقافية في كافة المؤسسات
  • تكامل المؤسسات الثقافية الرسمية مع قطاعات المجتمع المدني و الأهلي

٥. نري أن المشروع الثقافي لا يمكن إعداده من دون فهم رؤية وأهداف و محاور المشروع التنموي. فالمشروع الثقافي جزء لا يتجزأ من المشروع التنموي. لذا يجب أن تكون التنمية كمشروع، حاضرة في عقل من يخطط للتنمية الثقافية باعتبارها داعماً لهذا المشروع ومكملاً له، بل مؤثرةً ومتأثرةً به. هذا يعني أنه إذا ما فعلت الثقافة في التنمية الشاملة إنطلقت الطاقات الإجابية و الإبداعية للأفراد و تكونت مساحة واسعة من التوافق المجتمعي حول إنجاح مشروع التنمية. وفي هذا الإطار يمكننا الحديث عن دورللدولة في المجال الثقافي. أما دواعي هذا التدخّل فيمكن ايجازها على النحو التالي:

  • أن الدولة معنية بتأمين الوسائل التي تكفل امتلاك الثقافة من قبل جميع المواطنين, وأن تضع موارد الثقافة في خدمة التطور
  • إن الثقافة الوطنية تستدعي تأسيس الذاكرة الجماعية بحيث لا يترك هذا الأمر لكلّ فئة أو جماعة تؤسسها على هواها وبطرقها الخاصة   

٦. نؤكد علي أن دور الدولة يقتصر علي وضع سياسة ثقافية بمشاركة القطاع الخاص و منظمات المجتمع المدني ذات الصلة، على قواعد الحرية والديمقراطية اللتين تشكلان الشرط المسبق لأية حركة ابداعية. وهذه السياسة تقوم علي عدة محاور أهمها ما يلي:

  • حماية التراث والقيم الروحية والأخلاقية في إطار المسؤولية الوطنية ، و هذا لا يمنع التجديد و التطوير من خلال النقد الإيجابي و البناء و بإستخدام المنهج العلمي و الموضوعي بعيدا عن الإنطباعات و الأراء الشخصية
  • نشر قيم الحرية و الكرامة و المواطنة و المساواة و التسامح و الديمقراطية و حقوق الإنسان لكافة المواطنين و كل منظمات المجتمع المدني الأخرى
  • توفير الأطر التشريعية الداعمة للانتاج الثقافي و الفني الابداعي, ورعاية المهرجانات الثقافية، وتكريم المبدعين، والمساهمة في ترشيد تكاليف النشر و أماكن تقدبم الفنون المسرحية و البصرية و الأدبية و خاصة في المؤسسات و الهيئات الحكومية
  • تمكين المواطنين من التمتع بإنجازات الثقافة والإبداع عن طريق تأسيس و تشغيل و دعم  فروع المراكز التقافية  في كافة المناطق لتكون الفنون في متناول الجميع
  • دعم المبادرات لإنشاء مراكز و مجالس ثقافية غير حكومبة و تشجيعهما على إقامة الندوات والفاعلبات و القوافل الثقافية إنشاء فروع لمعاهد الموسيقى والسينما والمسرح والمعارض الفنية خارج العاصمة لتشجيع المواهب الشابة
  • دعم دور الحضانة بالوسائل الترفيهية والتثقيفية لتنمية الإنتماء و إسعاد الطفولة
  • المساهمة في إنتاج أفلام تثقيفية تعنى بتعزيز ثقافات البيئية, و السير, والصحة, والأثار
  • إنشاء مراكزللبحوث الثقافية في الجامعات الوطنية ودعم استقلاليتها مادياً والأخذ بتوصياتها لإنجاح الخطط التنموية
  • التنسيق مع المنظّمات الدولية والاقليمية الثقافية للإستفادة من برامجها الثقافية في سبيل إعادة تأهيل العاملين في التعليم و الثقافة للتعرف على آحدث التطورات في مجالات العلم والمعرفة و التعلم و التثقيف